ومن تعظيم الله لهذه الليالي، أن الله جعل فيها ليلةً هي خيرٌ من ألف شهر، حيث هذا من رحمة الله بالأمة الإسلامية، أنه لما قصُرت أعمارهم بعكس الأمم الماضية أعمارهم بمئات السنين، ولكن الأمة أعمارها ما بين الستين والسبعين كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم- على الغالب، قد يزيد شيئًا من السنين وقد ينقص، ولكن الغالب ما بين الستين والسبعين كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعوض الله قصر الأعمار بكثرة الطاعات والأجور، وهذا أن للأمة الإسلامية مكانة عند الله –عز وجل -. ومن مكانتها أنهم هم الآخرون في الدنيا الأولون في الآخرة؛ فأول من يدخل الجنة أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وجعل الله العمل في ليلة القدر يُضاعف على ثلاث وثمانين سنة وأشهر: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾[القدر: 3], يعني العمل فيها يُضاعف أجره على عمل ثلاث وثمانين سنة، وهذا من فضل الله -عز وجل– للأمة.