بسم الله الرحمن الرحيم
تذكرة لطلاب العلم
اعرف الحق تعرف أهله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
فقد سألني بعض طلبة العلم من الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية عن الحضور لبعض الأشياخ
فأقول وبالله التوفيق فقد جاء عن الإمام محمد بن سيرين رحمه الله أنه قال: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. رواه مسلم في مقدمته للصحيح .
هذه كلمة عظيمة منهجية، جعلها السلف ميزاناً يزنون بها الرجال الذين يجالسون لأخذ العلم منهم ممن لايجالسون ولا يؤخذ العلم منهم.
ومن ذلك أيضاً الأثر الذي رواه اللالكائي عن الإمام الأوزاعي رحمه الله حيث يقول : من خفيت علينا بدعته لاتخفى علينا ألفته، وهذا الأثر جعله أيضاً السلف ميزانا يزنون به الرجال .
ومثله أيضا ما ذكره الإمام أبو عثمان الصابوني رحمه الله في كتابه عقيدة أصحاب الحديث أن السلف كانوا يعرفون الرجل إن كان على السنة بمحبته لأئمة السنة كأحمد والشافعي ومالك وغيرهما.
وكنا – والحمد لله – بقراءتنا لكتب السلف ورسائل ابن تيمية وابن القيم ورسائل أئمة نجد ومجالستنا للأئمة المعاصرين السلفيين كالشيخ الألباني وابن باز وشيخنا محمد بن صالح العثيمين وشيخنا أحمد النجمي وشيخنا زيد المدخلي وشيخنا عبيد الجابري رحمهم الله جميعا.ومن الأحياء المعاصرين شيخنا ربيع المدخلي وشيخنا صالح الفوزان كنا بذلك والحمد لله نميز الرجال من خلال فلتات ألسنتهم وجلسائهم ومحبتهم للأشخاص ومعاشرتهم ومواقفهم. ومحاضراتهم في المؤسسات والجمعيات الحزبية.
فأصبحنا نعرفهم ولنا مواقف عملية معهم وعدم حضور مجالسهم وعدم حض الطلاب على حضور مجالسهم وإن كانت أصولهم العقدية على سبيل أهل السنة والجماعة، ولكن نحذر منهم ولا نجلس مجالسهم إما لتميعهم مع أهل البدع أو لسوء أخلاقهم وتطاول ألسنتهم على العلماء أو لسوء أخلاقهم مع طلبة العلم فحمانا الله ومن حولنا من إخواننا وطلابنا وأبنائنا من التخبط والتخاذل عن منهج السلف والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ونسأل الله أن يثبتنا على الحق والسنة ومنهج سلفنا وسبيل علمائنا السلفيين.
واليوم يخرج الناشئة لا يعرفون ماضي بعض من ينتسب للعلم والدعوة، فمن أراد الله لهم خيرا وفقه لسؤال من كان معاصراً لهم ويعرفون مواقفهم وحذروا منهم فيقدمون لهم النصيحة وتذكيرهم بقواعد السلف في الحذر من أهل الأهواء والمميعة والمخالفين لمنهج السلف في طرائقهم وأخلاقهم ومواقفهم المخذلة لأهل السنة،
وهناك بعض الشبيبة يلج هذا الباب دون الرجوع للعلماء أو لطلبتهم الذين تربوا على أيديهم وعرفوا يميزون بين الرجال. والواجب على النشأ من طلاب العلم أن يدرسوا كتب السلف ليعرفوا قواعد السلف ليميزوا بين الرجال ويعرفون من الذي يستحق الجلوس معه لأخذ العلم ليحفظ دينه ومنهجه ممن لا يستحق ذلك .
قال عمرو بن قيس الملائي رحمه الله: إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة فارجُه
وإذا رأيته مع أهل البدع فايّئس منه؛ فإن الشاب على أول نشوئه .رواه ابن بطة في “الإبانة الكبرى .
قلت: وكذا من خالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف في أخلاقهم ومعاملتهم مع الخلق.
وقد جمعت بعض قواعد السلف ومؤلفاتهم التي تفيد طالب العلم معرفة المنهج السلفي في كتبي الثلاثة:
الأول: سل السيوف والأسنة عل أهل الهوى وأدعياء السنة بمراجعة معالي شيخنا الدكتور صالح الفوزان ومراجعة وتقديم شيخنا الدكتور ربيع بن هادي المدخلي حفظهما الله تعالى. وهذا رابطه: سل السيوف والأسنة:
https://www.aldafiri.com/salis-suyoof/
الثاني: حقيقة المنهج السلفي بمراجعة شيخنا الدكتور ربيع بن هادي المدخلي ومراجعة وتقديم معالي شيخنا الدكتور صالح الفوزان حفظهما الله تعالى .وهذا رابطه: حقيقة المنهج السلفي:
https://www.aldafiri.com/books/
الثالث: ملحوظات وتنبيهات على فتوى من دافع عن حسن البنا وسيد قطب وعبدالرحمن عبدالخالق والإخوان المسلمون بمراجعة شيخنا صالح الفوزان وشيخنا ربيع المدخلي حفظهما الله تعالى، ومراجعة وتقديم شيخنا عبيد الجابري رحمه الله تعالى .
وأوصي طلاب العلم أيضا ونفسي وإياهم بتقوى الله فإن من اتقى الله رزقه الله البصيرة والمخرج من الفتن والأهواء والتخبطات
قال الله تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله)، ويقول تعالى: (ياأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا)
ويقول تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب)
وعليهم بقوة الدين والإيمان والجمع بين العلم والعمل كما قال تعالى (يا يحيى خذ الكتاب بقوة)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)
كما أوصيهم ونفسي بصدق الديانة مع الله والإخلاص لله في طاعته والإخلاص في طلب العلم فإنهما أعني الصدق والإخلاص منجيان للعبد من الفتن ودعامتان مهمتان لطالب العلم للخلاص من التخبط والتذبذب، وعليهم بكثرة الدعاء كما جاء في الحديث: (اللَّهمَّ ربَّ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ عالِمَ الغيبِ والشَّهادةِ أنتَ تحكُمُ بينَ عبادِكَ فيما كانوا فيهِ يختلِفونَ اهدِني لما اختُلِفَ فيهِ منَ الحقِّ بإذنِكَ إنَّكَ تهدي من تشاءُ إلى صِراطٍ مستقيمٍ) وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يوصي به كثيراً لمن التبس عليه الأمر بين الحق وأهله والباطل وأهله كما في آخر رسالته الحموية .
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
وكتبه / عبدالله بن صلفيق ابن غلاب الظفيري
الجمعه ٢٤شوال١٤٤٥