🪔[كيف تكون بركةُ العِلم لمن مَنَّ اللهُ عليهِ به؟]🪔
🌀: قال الإمام الوالد محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :-
«أما البركة في العلم؛ فتجد بعض الناس قد أعطاه الله علمًا كثيرًا لكنه بمنزلة الأمي فلا يظهر أثر العلم عليه في عباداته، ولا في أخلاقه، ولا في سلوكه، ولا في معاملته مع الناس، بل قد يُكسِبُه العلمُ استكبارًا على عباد الله وعلوًا عليهم واحتقارًا لهم، وما علم هذا أن الذي منَّ عليه بالعلم هو الله، وأن الله لو شاء لكان مثل هؤلاء الجهال!
تجده قد أعطاه الله علمًا، ولكن لم يَنتفع الناسُ بعلمه، لا بتدريسٍ ولا بتوجيهٍ ولا بتأليفٍ بل هو منحصرٌ على نفسه، لم يُبارِك اللهُ له في العلم، وهذا بلا شك حرمانٌ عظيم، مع أنَّ العلمَ من أبرك ما يُعطيه اللهُ العبد؛ لأنَّ العلم إذا عَلَّمته غيرَك، ونشرتَه بين الأمة، أُجِرت على دْلك من عدة وجوه:
أولًا: أنَّ في نشرك العلم نشرًا لدين الله عز وجل فتكون من المجاهدين، فالمجاهد في سبيل الله يفتح البلاد بلدًا بلدًا حتى ينشر فيها الدين، وأنت تفتح القلوب بالعلم حتى تنشر فيها شريعة الله عز وجل.
ثانيًا: من بركة نشر العلم وتعليمه أنَّ فيه حفظًا لشريعة الله وحماية لها، لأنه لولا العلم لم تُحفظ الشريعة، فالشريعة لا تُحفظ إلا برجالها رجال العلم، ولا يمكن حماية الشريعة إلا برجال العلم، فإذا نشرت العلم، وانتفع الناس بعلمك، حصل في هذا حماية لشريعة الله، وحفظ لها.
ثالثًا: فيه أنك تُحسن إلى هذا الذي علمته، لأنك تبصره بدين الله عز وجل، فإذا عَبَدَ الله على بصيرة، كان لك من الأجر مثل أجره، لأنك أنت الذي دللته على الخير، والدال على الخير كفاعل الخير، فالعلم في نشره خير وبركة لناشره ولمن نُشِر إليه.
رابعًا: أن في نشر العلم وتعليمه زيادةً له، فعِلْمُ العالم يزيد إذا عَلَّمَ الناس، لأنه استذكار لما حَفِظ، وانفتاح لما لم يُحفَظ…
فهذا من فوائد نشر العلم أنه يزيد إذا عَلَّمتَ العِلم، كما قال القائلُ مقارنًا بين المال والعلم، يقول في العلم:
يزيد بكثرة الإنفاق منهُ
وينقُصُ إن به كفًّا شدَدتَ
إذا شددت به كفًّا، وأمسكتَهُ نَقَص، أي تنساه ولكن إذا نشرتَه يزداد.»
📙المصدر كتاب/مجموع فتاوى ج-ر (٢٢١/٢٦)