إن الحياة البهيمية هي التزاوج والتكاثر آكلةً شاربة لاهية غافلة. والحياة الحقيقية البشرية هي المنضبطة بذكر الله في صباحها ومسائها وتضبط نومها ومرحها وأكلها وشربها وفق هدي القرآن والسنة، ينشأً الصغير على الآداب الشرعية والأخلاق النبوية في نومه وأكله وشربه، محافظاً على الصلاة والأذكار ليكون بعيداً عن تسلط الشيطان عليه. وهي كما قال تعالى
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
كثير من الآباء والأمهات قد أهملوا أطفالهم للشياطين في ترك الحبل على القارب فأصبحت التي تسيرهم الشياطين في نومهم وأكلهم وشربهم ومرحهم وإسرافهم. فتترعرع الأجيال على هذا المنوال ويسير بهم قطار الحياة إلى أنواع كثيرة من الفتن يبصرها المؤمن الذي يبصر بنور القرآن والسنة والهدى والتقى، ولانجاة للمجتمعات إلا أن تراجع الأسر تربيتها ونشأة أطفالها وتعديل سلوكياتهم وفق هدي النبوة،وتحصينهم بالأذكار من شياطين الجن وأعين الناس.
(كلكم راع ومسؤول عن رعيته)
ومفردات التربية وأسسها كثيرة يكفي أن يراجع المرء القرآن والسنة وينفض عن نفسه العجز والكسل ويستشعر عظم الأمانة بعدها يتبين له الطريق المستقيم فيسلكه والطرق الخاطئة فيتجنبها.
وكتبه د.عبدالله بن صلفيق الظفيري
السبت ٢٥ شعبان ١٤٤١